الشجرة المجنونة
تسمي أمي تلك الشجرة بهذا الاسم الذي لا أحبه: ((المجنونة))! وبدلاً من
أن تخاف منها كما يخاف الناس من المجانين تحبها جدا
ولا تشبع من النظر إليها
ربما كان الحق مع أمي، فأنا أيضاً أحب هذه الشجرة
التي تشبه أوراقُها أوراقَ شجر الليمون
لكنها أصغر حجماً. أما أزهارها فكثيرة.. كثيرة
تتألف كلٌّ منها من ثلاث وريقات بنفسجية اللون تتجمَّع
على شكل جرس في وسطه ثلاث أو أربع زُهَيْرات صفراء كأنها أفواه صغيرة تضحك
كانت أمي تتحدث عنها البارحة لضيوفنا
فسألتها:ماما.. لماذا تسمين هذه الشجرة الجميلة بهذا الاسم القبيح
قالت: غداً أعطيك الجواب
الآن أنا وأمي في حديقة المنزل نقف تحت الشجرة المجنونة
وها هي أمي تقول:أسميها المجنونة لا لأنها ضربتْ زميلاتها من الأشجار، أو عضَّتْها
أو قامت بأفعال شاذة غريبة. إنها كما ترى- لطيفة هادئة، لكنني اخترتُ لها هذا الاسم لكثرة أزهارها
فهي بالمئات والآلاف. إنَّ الجنون هو تجاوز الحد يا ولدي، وهذه الشجرة تتجاوز الحد، فتعطينا أزهارها بجنون
تضحك أمي، وأضحك معها قائلاً: ماما.. أحبك بجنون، وأحب شجرتك المجنونة